بقلم يمينة منصور
الإهداء: إلى أمي وإلى كل الأمهات...


أبدا لن ينقضي عهد الأمهات...
ولن تنام في طي النسيان كل الذكريات
وحنين سوف لن يشفى لرغيف خبز وقهوة، وكم من نكهات...
وطفولة لن تكبرأبدا، تتذكرصباحات الأعياد وشتىّ الروائح والنسمات...
وغبطة صيف يُمسي ضاحكا و دفء موقد قد أُشعل في برد الشتاءات...


أبدا لن ينقضي عهد الأمهات
حتى ولو بلغتُ من العمر المئات
وسأضل أذكر لكِ أمكنة، وأغان كابتهال
ويد بيضاء تطرز منديلا بألوان الجمال...
وأحواض الريحان قد حضيت منكِ، بمكان به عطف أخضر و ظلال...
وبين الجدران الضيقة كم بنيتِ أعمدة و سماءات من الآمال...

أبدا لن ينقضي عهد الأمهات...
ولن ينمحي الألم من عن الصفحات...
و أحزان لن يفقه كنهها سوى قلب ظل وجهة للصفعات...
وأحزان قد شبكت خيطها ورمت بالإبر في الكومات...
وأمكنة قد غني بها البلبل، ونعى بها البوم وبكى الغراب بالزخات...
لست أبكي الأيام الفائتات.... ولكن أبكي جرح كل الأمهات الكادحات...

أبدا لن ينقضي عهد الأمهات...
ولن يغلق الزمن، ماعشت فجاوى الجروحات ...
ولن تنطفي شموعكِ، عشتِ أم غادرتِ هذه الحياة...
سوف تبقي ذكراكِ، كلما أضحت "أماً"، كل فتاة...
سوف أزرع على قبركِ قرنفلا وريحانا وسنبلات...
وأهديكِ حدائق ورد، فتحت أقدامكِ قد سكنت السكينة
واخضوضرت الجنّات...


يمينة منصور
بوعافية القديمة

حاسي بحبح ( الجلفة)
في 25 ماي 2014