[right]
.جِدَارِيَة...بقلم يمينة منصور

أستاذة اللّغة الفرنسية
أكمالية بوعافية القديمة



أعَدْلٌ أمْ ضَلاَل أمْ ظلمٌ أمْ سِجَالُ؟
إن عَصَى الدّمْعُ عينا جَحُودَة فهل
مَطَرُ العيْنِ، ضَرْب من خَيَال؟...  
و إن ظل درْبٌ طريق الآمال،
فهل يحمل الدَرْبُ عِبْءَ الرّحَالِ؟...
وإن مات غصن طرّيٌ "بأَرْز"،
فهل تحيا، بعدُ جذور الوِصَال ؟...
أماكني صارت لها، لوحدهَا مَضَاجِعَا...
تجُوب أريافي وتسكن مُدُ نِي...
مثل ُالغيوم تَحْجُبُني و تَزرَعُنِي،
سَنابل قمحٍ، عند الشتّاءِ تَحصُدُني...
و تُمطِر مثل الغيْم السَخّي صحاَريَ، وعندَ الفجْر تُلْهِمُنِي...
تحاورُني، تراوغني و تخطف منّيِ أحلامي فتَأسِرُني...
تحاكيني،تُطاردني، تُضَّمد جُرْحي  فتُؤْلمُني...
وتَكتبني... تكتبني بِحبر مُطّهرٍ، وفي مَلحَمات لها كتبٌ، تُؤرِّخُني  
و تَغزُو خَلوَتي في صمتِ راهبٍ،
فتُضحِك مَأساتي، تسامر صمتي  و من عُنْف الصَمْتِ، تَسْحَبُني...
تُشاكسُني تُسَاِورُني، تُؤّثمُني، تُجَرمُنِي، ثمّ تُعلن  الحُكمَ بإعدامي...
تُهاجرُ بي وَسط الخريفِ، تُشّتِتُنِي، تفرّق أشجاري عن أوراقها
 ثمّ برَاح اليَد، تعود فَتَجمعُني...
تطاردني كالهواجس حينا و حينا كما ظلّيَ، تَتْبَعُنِي...
وفي الجَزْرِ، بُعدُها مدٌ و في المَد قُربُها بعدٌ، بَعيدا هناك كما الموجُ على الصخر تَنْحَتُني...
ومن دفء الشُجون تَحيك لي معاطفاً، في أمسيات البرْد كما المعاطفُ، تَلبَسُني...
وتَحْضُر أفراحي، تهنّئُني و تَمشي في جنازات الربيعِ، تُعزّيني...
تلاعبني مثل طفل صغير بِحُلمِه يلهُو و بشكل الدُّمَى تُصَورُني...
وتنتابُني مثل لوحة ماض ذاك الجدارُ، ظِلاَلُهُ أسْهُمٌ و ألوانه أصفادٌ، تُطّوقُني...
وكلوحة رملٍ، كما التيّارُ تَجرفُني و مثل الضباب في لمحة تُبدّدُني...    
و تسكنُ في كلّ بيوت شِعْري، بحُورُه و قافياتِي،هي تُلهمني...
و كالشّمعةِ نور ضوئها يُشعِلُني وكلَفحَة الرّيحِ أنفاسُها تُطفيِني ...
وتُخرجُني ناسكا من مِحْرَابه قد ظَلّت رُوحُه، يعُوزُني دربٌ للطريق يَهْدِيني ...
هي ثورتي، تُحاربُ ضدّي و مَعِي...تَهدم قِلاعي و تَنشد السَلام في عَريني...
هي "قَرْطَاجً"  "لحَنّابَعْل"، مَعْقِلا و جحافل جند، تجَز العُشب تحت أقدامي...
هي البَدَاهَة و الجُنُون معاً، شعاعُ شمس بِكَفّيِ... و قنطار الأمل في  كف المُستحيل...  
قُربُها منيّ مثل سراب واحةٍ، وبُعد النُجوم كبُعدِها عنيّ...
هي مجرّدُ صورة لذكرَى بعيدة خَبَت...
 أطلال منها بَقَت، و صِرت أراها في كل الوجُوه...
هي مجرّد ذكرى خَبَا توّهُجُها مثل شمس المَغيب...
و في كل شُعلة ناٍر يزيد تأجّجها في اللَّهَبْ...
إذْ تُعاتِبْ هيَ، فليسَت تُعاتب جُبْني...  
و هل يُعاتَبُ مَيْتٌ عن ذكرَى الحَياة؟
وذاك المَيْت، قد كان...قبلُها لم يُولَد...
و تسكن نبضيَ رَغمَ موت الأماَني...
فكل الأماكن صارت لها...
فكيف لقلب فسيح الأماكن مثل المدَى، مثل قلبِي...
لكل القلوب هو يَحتوي...
فكيف لذكرَاهَا لا يحتوِ؟...



أشكر جزيل الشّكر، القائمين على منتديات غليزان و الجلفة، على منحهما لي، هذا الفضاء...                                    



MANSOUR YAMINA
HASSI BAH BAH/ Djelfa  
CEM ancien de Bouafia
Le 14 / 02/ 2013

           Nouveau e-mail : mansouryamina46@yahoo.com